وَاللَّهِ، تَعْلَمُونَ أَنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ثُمَّ لا تَتَّبِعُونَهُ! فَقَالُوا: لَمْ نَهْلِكْ، وَلَكِنْ سَأَلْنَاهُ مَنْ يأتيه بِنُبُوَّتِهِ فَقَالَ، عَدُوُّنَا جِبْرِيلُ لِأَنَّهُ يَنْزِلُ بِالْغِلْظَةِ والشدة والحزن والهلاك ونحو هذا. فقلت: من سَلِمَكُمْ مِنَ الْمَلَائِكَةِ؟ قَالُوا: مِيكَائِيلُ يَنْزِلُ بِالْقَطْرِ والرحمة وكذا. قلت: وكيف منزلهما مِنْ رَبِّهِمَا؟ قَالُوا: أَحَدُهُمَا عَنْ يَمِينِهِ وَالْآخَرُ من الجانب الآخر. قلت،: فَإِنَّهُ لَا يَحِلُّ لِجِبْرِيلَ أَنْ يُعَادِيَ مِيكَائِيلَ، وَلَا يَحِلُّ لِمِيكَائِيلَ أَنْ يُسَالِمَ عَدُوَّ جِبْرِيلَ، وَإِنِّي أَشْهَدُ أَنَّهُمَا وَرَبِّهِمَا لَسِلْمٌ لِمَنْ سَالَمُوا، وَحَرْبٌ لِمَنْ حَارَبُوا. ثُمَّ أَتَيْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَأَنَا أُرِيدُ أَنْ أُخْبِرَهُ، فَلَمَّا لَقِيتُهُ قَالَ: أَلَا أُخْبِرُكَ بِآيَاتٍ أُنْزِلَتْ علي؟ قلت: بلى يا رسول الله فقرأ (من كان عدواً لجبريل حتى بلغ الكافرين قلت: يا رسول الله، والله مَا قُمْتُ مِنْ عِنْدِ الْيَهُودِ إِلَّا إِلَيْكَ لِأُخْبِرَكَ بِمَا قَالُوا لِي وَقُلْتُ لَهُمْ، فَوَجَدْتُ اللَّهَ قَدْ سَبَقَنِي. قَالَ عُمَرُ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- فَلَقَدْ رَأَيْتُنِي وَأَنَا أَشَدُّ فِي اللَّهِ مِنَ الْحَجَرِ".
هَذَا مُرْسَلٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ.
٥٦١٩ - قَالَ إسحاق: وأبنا جرير عن، إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ عُمَيْرِ بْنِ سَعِيدٍ "سَمِعْتُ عَلِيًّا- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- يُخْبِرُ الْقَوْمَ أَنَّ هَذِهِ الزَّهْرَةَ تُسَمِّيهَا الْعَرَبُ: الزُّهْرَةَ، وتسميها الْعَجَمُ: أَنَاهِيدَ، فَكَانَ الْمَلَكَانِ يَحْكُمَانِ بَيْنَ النَّاسِ فَأَتَتْهُمَا، كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا عَنْ غَيْرِ عِلْمِ صَاحِبِهِ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: إِنَّ فِي نَفْسِي بَعْضَ الْأَمْرِ، أُرِيدُ أَنْ أَذْكُرَهُ لَكَ. قَالَ: اذْكُرْهُ يَا أَخِي، لَعَلَّ الَّذِي فِي نَفْسِي مِثْلُ الَّذِي فِي نَفْسِكَ. فَاتَّفَقَا عَلَى أَمْرٍ فِي ذَلِكَ، فَقَالَتْ لَهُمَا: حَتَّى تُخْبِرَانِي بِمَا تَصْعَدَانِ بِهِ إِلَى السَّمَاءِ وَبِمَا تَهْبِطَانِ بِهِ إِلَى الْأَرْضِ قَالَا: بِسْمِ اللَّهِ الْأَعْظَمِ نَهْبِطُ وبه نصعد. فقالت: ما أنا بمؤاتيتكما الذي تريدان حتى تعلمانيه. فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: عَلِّمْهَا إِيَّاهُ. فَقَالَ: كَيْفَ لَنَا بِشِدَّةِ عَذَابِ اللَّهِ؟! فَقَالَ الْأَخَرُ: إِنَّا لنرجوا سعة رحمة الله. فعلمها إياه، فتكلمت به فَطَارَتْ إِلَى السَّمَاءِ فَفَزِعَ مَلَكٌ لِصُعُودِهَا فَطَأْطَأَ رَأْسَهُ فَلَمْ يَجْلِسْ بَعْدُ، وَمَسَخَهَا اللَّهُ فَكَانَتْ كَوْكَبًا فِي السَّمَاءِ".
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute