وقد قيل في تسميتهم بالمعتزلة: إن الحسن البصري كان يدرس في حلقة، فجاءه رجل يسأله فقال: يا أبا سعيد! ما تقول في مرتكب الكبيرة؟ وكان الناس يومها في جدال صراع في كون مرتكب الكبيرة يكفر أو لا يكفر؟ فكان الخوارج يقولون: إن مرتكب الكبيرة يكفر كفراً أكبر مخرجاً من الملة، فيستبيحون قتله، وأهل السنة يقولون: إن مرتكب الكبيرة فاسق، ولكن الكبيرة لا تخرجه من الملة، ولذلك لا يستبيحون قتله.
فجاء رجل يسأل الحسن البصري وكان من أعلام الناس، فأجاب الحسن، فانبرى رجل في الحلقة اسمه واصل بن عطاء -وهو أعظم من أسس مذهب الاعتزال- فقال: هو في منزلة بين المنزلتين.
وقام وجلس بجوار سارية ليشرح معنى المنزلة بين المنزلتين، وأي إنسان يقوم ليشرح شيئاً بعد عضبه من أحد فإنه لا بد أن يتجه إليه واحد أو اثنان ليعلموا تصرفه، فقال الحسن: اعتزلنا واصل.