ومما شيب النبي صلى الله عليه وسلم منها ذكر اليوم الآخر، وإن كان بعض العلماء يقول: إن الذي شيب النبي صلى الله عليه وسلم من سوره هود قول الله جل وعلا فيها: {فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ}[هود:١١٢].
قال بعض المفسرين: الذي شيب النبي عليه الصلاة والسلام هو قول الله جل وعلا: {فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ}[هود:١١٢]، ولكن قرانه عليه السلام سورة هود بسورة المرسلات والواقعة وعمَّ و (إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ) نفهم منه أن الذي شيبه منها ذكر أهوال اليوم الآخر؛ لأن هذا هو الجامع بين هذه السور.
وهذه السورة ذكر الله جل وعلا أخبار الأنبياء، فذكر الأمم وتكذيبها لأنبيائها ورسلها، وكيف كان ذلك سبباً في فنائها وهلاكها، كما قال تعالى:{ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْقُرَى نَقُصُّهُ عَلَيْكَ مِنْهَا قَائِمٌ}[هود:١٠٠] أي: شاهد باق ظاهر، كالحجر في أرض ثمود {وَحَصِيدٌ}[هود:١٠٠] أي: منته، كما هو الحال في البحر الميت الذي كان موضع قوم لوط عليه السلام.