ومما سيهبه الله في الآخرة أن الله جل وعلا يجعل إبراهيم أول من يكسى يوم القيامة: قال عليه الصلاة السلام: (إنكم ستحشرون حفاة عراة غرلاً، ثم تلا قول الله جل وعلا:{كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ}[الأنبياء:١٠٤].
ثم قال: وإن أول من يكسى من الخلائق إبراهيم).
وجاء أثر عن مجاهد عن ابن عباس:(أن إبراهيم يؤتى له بكرسي على يمين العرش، فيكسى حلة تشرئب إليه أعناق البش).
فالنبي صلى الله عليه وسلم هو الصادق المصدق أخبرنا أن إبراهيم أول من يكسى يوم القيامة، لكنه عليه الصلاة السلام لم يخبرنا لماذا يكسى إبراهيم أول الناس يوم القيامة؟ فاجتهد العلماء في معرفة: لماذا يكون إبراهيم أول من يكسى؟ وأشهر ما قيل في ذلك أنه يوم ألقي في النار ألقي عرياناً أمام الناس من أجل الله، فعوضه الله بأن كساه أول الخلائق أجمعين يوم القيامة، وهذا تأويل جيد.
وقيل: إنه كان من أعظم الناس خوفاً وفرقاً من الله، والله أعلم بالصواب، وقد يكون كلا الأمرين غير صحيح، لكن الصحيح أنه أول من يكسى يوم القيامة.