تفسير قوله تعالى:(ومن ثمرات النخيل والأعناب تتخذون منه سكراً ورزقاً حسناً)
ثم ذكر تعالى ما دخلت فيه يد ابن آدم من باب الامتنان على عباده، فقال:{وَمِنْ ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ}[النحل:٦٧].
السكر هو الخمر، ومن أكثر ما تتخذ منه الخمر التمر والعنب والزبيب.
ولم يرد في الشرع لعن شيء كما ورد في الخمر؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم لعن في الخمر عشرة، فلعن البائع والمبتاع والساقي والعاصر والمعتصر والحامل والمحمولة إليه والوسيط، كلهم لعنهم، ولم يلعن في الربا إلا أربعة أو ستة، وقد سماها الشرع أم الخبائث.
وهذه السورة مكية، والله جل وعلا هنا يمهد لأمر قادم، فقال تعالى:{تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا}[النحل:٦٧]، وما وصف السكر بأنه حسن، وأما الرزق فوصفه بأنه حسن، حيث قال تعالى:{تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا}[النحل:٦٧] وما قال حسناً، فلما فرق بين الرزق والسكر دل ذلك ابتداءً على أن السكر سيأتي فيه شيء بعد ذلك، والخمر لم تحرم إلا في المدينة.