ذكر الله في القرآن أن السماوات سبع، ولم يذكر في القرآن نصاً صريحاً كلمة سبع أرضين، ولكنها جاءت في السنة، ودل عليها القرآن في سورة الطلاق في قوله جل وعلا في آخر الآية:{اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَمِنَ الأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الأَمْرُ بَيْنَهُنَّ}[الطلاق:١٢] وجاء في السنة أن من اغتصب شبراً طوقه يوم القيامة من سبع أرضين، ولا يوجد جواب شاف في عدم ذكر لماذا الله كلمة (أرضين) في القرآن فيما نعلم.
فهذه السماوات السبع بعضها فوق بعض، وأدنى سماء إلينا تسمى السماء الدنيا، وأعلى سماء تسمى السماء السابعة، ولكل خزنة وأبواب وسكان، أما الأبواب فإن الله يقول فيها:{لا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ}[الأعراف:٤٠]، وأما السكان فإن النبي صلى الله عليه وسلم يقول:(أطت السماء وحق لها أن تئط، والله ما من موضع أربعة أصابع إلا وملك واضع جبهته ساجداً لله تعالى)، وأما خزنتها فإنه جاء عن النبي عليه الصلاة والسلام في حديث المعراج أن جبرائيل كان يستفتح فيسأله الخزنة: من أنت؟ فيقول: أنا جبريل ومعي محمد.
وهؤلاء هم القائمون على شئون السماوات.
وهذه السماوات تفتح لأقوام وتسد في وجه أقوام، تفتح للإيمان، والعمل الصالح، والدعوات الصالحات، ودعوة المظلوم، فهذه الأعمال كلها تفتح لها أبواب السماء، قال الله جل وعلا:{إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ}[فاطر:١٠]، وتسد عياذاً بالله في وجه أرواح أهل الكفر وأهل الفسق، كما قال تعالى:{لا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ}[الأعراف:٤٠]، وتسد في وجه الأعمال التي يخل بها الإنسان، كمن ضيع الصلاة أو فرط فيها، وفي الدعوات بقطيعة الرحم والبغي، وكل ما نهى الله جل وعلا عنه لا تفتح له أبواب السماء، فتح الله لنا ولكم أبواب السماء.
ثم قال جل وعلا:{وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}[البقرة:٢٩]، والباء هنا: للإلصاق، و (عليم): اسم من أسمائه الحسنى.
هذا ما تيسر إيراده، والفضل لله في أوله وآخرة، سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.