وممن لا يعطون من الزكاة: بنو هاشم آل النبي صلى الله عليه وسلم، وقد اختلف العلماء في آل البيت على أقوال، فمنهم من قال: إن آل النبي صلى الله عليه وسلم هم قريش كلها.
وهذا بعيد.
وقيل: هم بنو هاشم، وهذا أقوى من الأول.
والراجح أن المقصود بمن لا يعطون الزكاة بنو هاشم بالإضافة إلى بني المطلب.
وهاشم هو ابن عبد مناف، وعبد مناف قد ترك أربعة من الولد: نوفلاً وعبد شمس وهاشماً والمطلب، وهاشم كان منه النبي صلى الله عليه وسلم.
ولما حاصرت قريش النبي صلى الله عليه وسلم وبني هاشم في الشعب جاء أبناء المطلب فدخلوا مع النبي صلى الله عليه وسلم، وبقي بنو نوفل وبنو عبد شمس مظاهرين عليهم.
فقال عليه الصلاة والسلام -كما في البخاري -: (إن بني المطلب لم يفارقونا في جاهلية ولا في إسلام، وإنما نحن وهم شيء واحد، وشبك صلى الله عليه وسلم بين أصابعه) وهذا مذهب الشافعي، وإحدى الروايتين عن الإمام أحمد، وهو الحق إن شاء الله، فهؤلاء لا يعطون من الزكاة؛ لأنها أوساخ الناس.
واختلف العلماء فيما لو كان موالي بني هاشم من العاملين عليها، فهل يعطون أو لا يعطون.
فقال فريق: يعطون، والأظهر أنهم لا يعطون؛ لحديث أبي رافع -وهو مولى للنبي صلى الله عليه وسلم- أنه جاءه رجل من بني مخزوم، فقال: اذهب معي نسعى في الزكاة حتى نكسب؛ لأن العاملين عليها يأخذون منها، فقال: دعني أستشير النبي صلى الله عليه وسلم، فلما سأله قال عليه الصلاة والسلام:(مولى القوم منهم) فموالي بني هاشم كذلك لا يعطون من الزكاة، وأما صدقة التطوع فمسألة فيها خلاف كثير بين العلماء، والذي يظهر أنهم لا يعطون منها.