قال الله:{أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ}[يونس:٦٢]، فالخوف يكون في أمور مستقبلية، والحزن يكون على الشيء الماضي، فالله كتب لأهل تقواه من أهل الولاية كتب لهم: ألا خوف يعتريهم على ما هو قادم، ولا حزن يعتريهم على ما فات، وهذا قد يقع في الدنيا، وقد يقع عند سكرات الموت، وقد يقع يوم يقوم الأشهاد ويحشر العباد، وقد يقع الثلاثة في عبد صالح، لكن أولياء الله يختلفون، وقد تكلم العلماء كيف يعرف الولي، ولا نتكلم فيه، لكن يكفي أن الله قال:{الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ}[يونس:٦٣].
وجاء في الحديث القدسي:(ما تقرب إلي عبدي بأحب مما افترضته عليه، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي سمعه، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، وقدمه التي يمشي عليها).
والمقصود هنا: التوفيق من الله، التوفيق في السمع، والتوفيق في البصر، والتوفيق في الأخذ والعطاء، والتوفيق في الغدو والرواح، فالتوفيق من الرب جل وعلا، فيجعل الله له نوراً، ويجعل الله له بينة، يجعل الله له فرقاناً يميز به الأشياء؛ لأنه قريب من الله تبارك وتعالى، ومحبوب منه، {أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ}[يونس:٦٢ - ٦٣].