قال تعالى:{إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ}[آل عمران:٥٩] والهاء في (خلقه) عائدة على آدم، {خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ}[آل عمران:٥٩] أي قال لآدم {كُنْ فَيَكُونُ}[آل عمران:٥٩] أي كن فكان.
واختلف العلماء: لماذا عبر الله بالمضارع بدلا من الماضي؟ إذ كان الأولى أن يقال: خلقه من تراب ثم قال له كن فكان.
فقال بعضهم: إن العرب تجري المضارع مقام الماضي إذا عرف معنى الحال، وهذا جواب فيه شيء من الركاكة.
وقال بعضهم -ولعل هذا أظهر-: إن الله أراد أن يبين تمثل المعنى لمن يسمع، بمعنى أن عيسى عليه الصلاة والسلام حتى عندما نفخ جبرائيل روحه في رحم مريم لم يخرج مباشرة يمشي على قدميه، وإنما تكون لحما وعظاما وحملت به تسعة أشهر على الصحيح ثم ولدته صبيا رضيعا، ثم كان عيسى ابن مريم، فلم يقل الله كن فكان مباشرة، وإنما قال:{كُنْ فَيَكُونُ}[آل عمران:٥٩] ليبين التدرج الذي مر به خلق عيسى ابن مريم.