قال تعالى:{وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ}[الطور:٢١] وبعض العلماء يقول تقف هنا، ثم تقرأ:{كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ}[الطور:٢١] قال بعضهم: هذه الجملة {كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ}[الطور:٢١] ليست خاصة بأهل الإيمان، وإنما المقصود بها أهل الكفر، ومعنى الآية عند من قال هذا من العلماء أن الإنسان قد يقرأ هذه الآية فيتوهم أن ما يجري من أحكام على أهل الجنة يجري على أهل النار، فقول الرب تبارك وتعالى:{كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ}[الطور:٢١] يدفع هذا الوهم، والمعنى أن أهل الجنة لا يُبخسون شيئاً، ولكن ينالهم فضل الله، فقد يعطى الرجل من أهل الجنة ما لا يستحقه بعمله، كأن يرفع الولد إلى منزلة والده، أو يرفع الوالد إلى منزلة ولده، ولكن في النار لا يجري هذا الحكم، فلا يعذب أحد إلا بمقدار ما يستحق، وهذا معنى قول الله:{كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ}[الطور:٢١] أي: مرتهن بعمله، وقالوا: إن الرهن لا يكون للمؤمنين، والدليل أن الله جل وعلا قال:{كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ * إِلَّا أَصْحَابَ الْيَمِينِ * فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءَلُونَ}[المدثر:٣٨ - ٤٠] وأياً كان المعنى فإنه معنى قوي يقصد به أن هذه التذييل أريد به دفع الوهم.