للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[تفسير قوله تعالى: (وكيف أخاف ما أشركتم)]

ثم قال: {وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلا تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُمْ بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالأَمْنِ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ * الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ} [الأنعام:٨١ - ٨٢].

ومجمل الآية أن إبراهيم يقول: اتبعت وعبدت من بيده الضر والنفع، وأنتم تعبدون من ليس بيده ضر ولا نفع، فمن الذي يخاف؟! وذلك أنهم لما عبد الله قالوا: نخاف عليك من آلهتنا ومن أصنامنا، ونخاف عليك من الشمس، ونخاف عليك من القمر، ونخشى عليك من النجوم.

فالله يعلمه أن يقول لهم: {وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ} [الأنعام:٨١]، يعني: كيف أخاف من الذين أشركتم بهم من أصنامكم وأنتم لا تخافون من الله؟! مع أن الأصل أن الذي يخشى منه هو الله؛ لأن بيده الضر والنفع، أما أصنامكم هذه فلا تضر ولا تنفع ولا تقدم ولا تؤخر، وكل من عبد من غير الله لا يقدم ولا يؤخر ولا يضر ولا ينفع، فهذه الأمور كلها بيد الله.

قال تعالى: {فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالأَمْنِ} [الأنعام:٨١]، وهذا استفهام استنكاري {إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ} [الأنعام:٨١].

<<  <  ج: ص:  >  >>