ثم دخل في الجواب فقال:{سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ}[المائدة:١١٦] فهناك أشياء -يا أخي- تملكها وأشياء لا تملكها، ومن أعظم ما لا نملكه: أننا عبيد، وإذا كنا عبيداً فإننا لا نملك أن نتكلم كما يتكلم الرب سبحانه وتعالى، ولا نطالب بحق الإلهية؛ لأننا لسنا آلهة، فلا إله إلا الله، وكل أحد سوى الله مربوب وعبد، والله جل وعلا وحده هو الإله وهو الرب لا رب غيره ولا إله سواه، فلا يصح أن يأتي أحد لا يملك هذا الحق فيطلبه لنفسه، فعيسى يقول: أنا مربوب وعبد ولا أملك أن أطلب من الناس أن يعبدوني من دونك؛ لأن هذا ليس لي فيه حق، فمقام الإلهية غير مقام العبودية.