ويقال عنه رحمه الله: أنه كان يدخل من باب معين في الحرم، فكان إذا دخل الحرم يضع يده في جيبه ويخرج ما تيسر ويضعها في يد البواب.
وكان يدخل من هذا الباب؛ لأنه من جهة سكنه، واعتاد هذا البواب أن يأخذ من الشيخ هذا المبلغ -تقريباً- في كل دخلة، وكان الشيخ يدخل بعد العصر ويجلس ليدرس إلى بعد العشاء، فدخل مرة وكان بجواره شخص يسأله، فالشيخ انشغل عن إعطاء المال للبواب، فالبواب غفر الله له -والله إذا أراد منع شيء هيأ أسبابه- قال للشيخ:(أدخل يدك في جيبك) آية موسى، فتمعر الشيخ لأنه قالها من باب السخرية، وصار لا يعطي هذا الرجل شيئاً، ولم يعد يدخل من ذلك الباب، فهذا حرم نفسه؛ لأنه لم يعرف بشخصية الشيخ العلمية، فهو رجل عاش حياته كلها للقرآن، فقد كان يدرس التفسير رغم أنه كان يجيد أكثر العلوم، فقيل له ذلك، فقال: كل العلوم مردها إلى القرآن، وهذا أحد أسباب شرحنا لكتاب الله.