[دلالة الآية على أهمية اجتناب ألفاظ العموم في الخطاب]
وينجم عن الآيات كلها فوائد عدة؛ لأن القرآن إنما أنزل ليكون منهجاً يسير عليه الناس: الأولى: ينبغي أن تفر في عباراتك وكلامك من ألفاظ العموم؛ لأن ألفاظ العموم تجمع بين البر والفاجر والمخطئ والمصيب، وليس هذا من العدل في شيء، فهؤلاء يهود، ومع ذلك لما تكلم الله عنهم سبحانه فصل، ولم يقل جل وعلا: إن اليهود كلهم لا يؤتمنون، وهذا أسلوب قرآني يعرفه كل من تدبر القرآن، وسيأتي في آل عمران أن الله قال:{لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ}[آل عمران:١١٣]، فالإنسان العاقل عندما يتكلم أو يحكم على قوم، أو على جماعة، أو على دار، أو على مدرسة، أو على أي شيء، أو على أمة لا يحكم حكماً عاماً ولا حكماً جماعياً، وإنما يفر من ألفاظ العموم على منهج القرآن الذي بينه الله جل وعلا للناس.