قال الله جل وعلا:{وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ}[البقرة:٢٥٣] ذكر عيسى بن مريم بعد الأنبياء يسمى ذكر خاص بعد عام؛ لأن عيسى بن مريم يندرج في قوله تعالى:{تِلْكَ الرُّسُلُ}[البقرة:٢٥٣]، ولكن الله جل وعلا خصه بالذكر هنا لحكمة، وهي أن أهل الكتاب، من اليهود والنصارى اختلفوا فيه عليه الصلاة والسلام بين إفراط وتفريط، فالنصارى بالغت فيه حتى جعلته إلهاً مع الله، واليهود ذموه حتى حاولوا قتله، وكلا الفريقين أخطأ السبيل، ولذلك حدد الله جل وعلا ذكره فهنا قال سبحانه:{وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ}[البقرة:٢٥٣] والبينات: جمع بينة، وهي الأمارة والدلالة والمعجزة والبرهان، وقد من الله على عيسى بن مريم ببينات عدة، من أشهرها: أنه تكلم في المهد، وأنه كان يبرئ الأكمه والأبرص بإذن الله، وأنه كان يحيي الموتى بإذن الله، وأنه كان ينفخ في هيئة الطير فيكون طيراً بإذن الله، فهذا بعض ما من الله به على عيسى.