للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[تأملات في قوله تعالى: (أفتمارونه على ما يرى)]

ثم قال الله جل وعلا: {أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى} [النجم:١٢]، الأصل أن يقال: أفتمارونه فيما يرى، وتمارونه بمعنى: تجادلونه فيما يرى، فالإنسان يقال له: أجادلك في هذا الشيء إذا كان هذا الشيء يصنعه باختياره، وأما تعبير القرآن باستخدام حرف الجر (على) بدلاً من استخدام حرف الجر (في) فيه دلالة على أن هذا الأمر معطى من الله هبة لنبينا صلى الله عليه وسلم، فهذه الأشياء التي يراها كجبريل وكالوحي لا تؤخذ لا بعلم ولا بحلقة، ولا بدراسة، بل هي فضل من الله، والله قد قال لنبيه: {مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلا الإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [الشورى:٥٢].

{أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى} [النجم:١٢] قال هذا عتاباً وتوبيخاً لكفار قريش على أنهم يجادلون النبي صلى الله عليه وسلم فيما أخبر عنهم؛ لأنه لاقى جبريل، وجبريل أنزل عليه الوحي.

<<  <  ج: ص:  >  >>