[دفع توهم التكرار في قول الله (وقيل يا أرض ابلعي ماءك)]
السؤال
يقول السائل: قول الله تعالى: {وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَاسَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاءُ}[هود:٤٤]، يقول: ليس هناك ترادف، وكأن المعنى واحد، فما المقصود بذلك؟
الجواب
إن أمر الله لا يكون فيه تكرار، وهذا ليس فيه تكرار، وإنما المعنى: أن الأرض أخرجت ما عندها من الماء، والسماء أمطرت ماء، فقول الله جل وعلا:{يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ}[هود:٤٤] أي: الماء الذي أخرجته، وأما ماء السماء فقال الله عنه:{وَغِيضَ الْمَاءُ}[هود:٤٤]، فالأرض بلعت ماءها الذي أخرجته؛ لأن الله قال:{وَفَجَّرْنَا الأَرْضَ عُيُونًا فَالْتَقَى الْمَاءُ عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ}[القمر:١٢] * وقال: {فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُنْهَمِرٍ}[القمر:١١]، فالتقى ماء السماء وماء الأرض، فقول الله:{ابْلَعِي مَاءَكِ}[هود:٤٤] عائد على الأرض في الماء الذي أخرجته، وقوله:{وَغِيضَ الْمَاءُ}[هود:٤٤] في الماء الذي نزل من السماء، وعلى ذلك فلا تكرار في الآية.