ذكرنا أن هذه السورة هي أول سورة بدأت باسم نبي، كما أنها أول سورة ذكر فيها الحلف الذي أمر الله به نبيه، وقد أمر الله نبيه أن يحلف في ثلاثة مواضع في القرآن على شيء واحد وهو: تحقيق البعث، وهذا فيه دلالة لقول من قال: إن كثرة الحلف ليست بقادح.
فبعض الناس يقول: كثرة الحلف لا تصلح، لكن هذا فيه رد على ذلك، قالوا: إن الله أمر نبيه أن يحلف ثلاث مرات، فأول مرة في سورة يونس:{وَيَسْتَنْبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ}[يونس:٥٣]، وأمره أن يحلف في سبأ.
والثالثة في التغابن:{زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ}[التغابن:٧]، وكل القسم جاء بكلمة وربي، إلا أنه في يونس قال الله:{وَيَسْتَنْبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ}[يونس:٥٣]، وإي عند النحويين حرف جواب بمعنى: نعم، إلا أن النحويين يقولون: إنها لا يؤتى بها إلا إذا جاء بعدها قسم.
هذا ما يتعلق بالسورة إجمالاً، وسنختار كالعادة آيات منها.