وهنا يأتي الإشكال من جهتين: الإشكال الأول: أن الجنة بالاتفاق ليس فيها تكليف، وليس فيها عمل، فكيف يقال: دعواهم فيها؟ وهذا أجابت عنه السنة: أنهم (يلهمون التسبيح كما يلهم أحدكم النفس) فالإنسان يتنفس بصورة طبيعية، ويلهم ذلك بصورة طبيعية، وليس هناك واحد يتكلف النفس، فهذا شيء يقع بصورة طبيعية من الله، فأهل الجنة يلهمون التسبيح من غير كلفة كما يلهم أحدنا النفس، لكن قال بعض العلماء -وهذا لا دليل عليه لكنه موجود- قالوا: إنهم إذا اشتهوا شيئاً يقولون: سبحانك اللهم فيأتيهم ما يشتهون.
وهذا غير بعيد لكن ما نملك دليلاً على صحته أو رده، وقلنا: إن الغيب لا يتكلم فيه إلا بنص بظاهر.