ثم قال نوح لقومه:{وَقَالَ ارْكَبُوا فِيهَا بِاِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا}[هود:٤١] أي إجراؤها {وَمُرْسَاهَا}[هود:٤١] أي: أرساها فحملتهم.
والله جل وعلا صور الموقف على عدة مراحل: المرحلة الأولى: مرحلة دعوة نوح ومواجهته سخرية قومه.
والمرحلة الثانية: صناعة السفينة، وقد صنعها في ثلاث سنين؛ لأن سفينة تحمل هؤلاء الخلق كلهم لابد من أن تكون عظيمة، فصنعها ولم يكن يعرف صنعها، ولكن الله قال:{وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا}[هود:٣٧] أي: برعايتنا وأمرنا.
فكان لا يضع شيئاً إلا بأمر الله.
والمرحلة الثالثة: أمره للناس بأن يركبوا السفينة.
والمرحلة الرابعة: إخراج الأرض ماءها، وإمطار السماء، قال الله جل وعلا:{فَالْتَقَى الْمَاءُ}[القمر:١٢].
أي: ماء السماء وماء الأرضُ {عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ * وَحَمَلْنَاهُ}[القمر:١٢ - ١٣] أي نوح {عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ}[القمر:١٣].