للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[بيان معنى قوله تعالى (ألا له الحكم وهو أسرع الحاسبين)]

ثم قال تعالى: {ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلاهُمُ الْحَقِّ أَلا لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ} [الأنعام:٦٢].

قول الله: {أَلا لَهُ الْحُكْمُ} [الأنعام:٦٢] فيه إشارة خفية إلى أنه ليس لأحد أمر لازم على الله، وإنما الله يحكم بما شاء، فيدخل من يشاء برحمته، ويعذب من يشاء بعدله.

قال تعالى: {وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ} [الأنعام:٦٢].

فالله جل وعلا ليست ذاته كذوات المخلوقين، فلا يقاس حساب الله على ما نعلمه من محاسبة المخلوقين بعضهم لبعض، فالله جل وعلا -كما أنه خلق خلقه خلقا واحدا، فهو قادر على أن يخلقهم جملة، وقادر على أن يميتهم جملة، وقادر على أن يبعثهم جملة- قادر سبحانه وتعالى على أن يحاسبهم جملة، فهو جل وعلا له الحكم وهو أسرع الحاسبين.

<<  <  ج: ص:  >  >>