قال تعالى:{قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ}[هود:٤٠].
وكلمه (زوج) في قول أهل الرياضيات تدل على اثنين، هذا كلام أهل الرياضيات، وهو في اللغة غير صحيح، فكلمة زوج تدل على واحد له مثيل من جنسه، ولو كانت تدل على اثنين لما قال الله:{مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ}[هود:٤٠].
فكلمة زوج تدل على واحد، والدليل قوله تعالى: في حواء: {وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا}[النساء:١].
وزوجها هو آدم عليه السلام.
فالشيء إذا كان له مثيل سمي زوجاً، مثل النعل فكل واحدة من النعلين يقال لها: زوج، فإذا قلت: زوجين اثنين فإنها تصبح في عددها الفردي أربعة.
فكلمة زوج تدل على واحد له مثيل، والدليل من القرآن كذلك قول الله تعالى:{وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ}[النجم:٤٥] ولما فسرهما قال: {الذَّكَرَ وَالأُنْثَى}[النجم:٤٥].
فالله تعالى قال لنوح:{احْمِلْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ}[هود:٤٠]، فأخذ من الأُسْد أسداً ولبؤة، وأَسَدا ولبؤة.