قال تعالى:{وَمِنْ آبَائِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَإِخْوَانِهِمْ وَاجْتَبَيْنَاهُمْ وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ}[الأنعام:٨٧]، والذي اجتباهم هو الله، {وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ}[الأنعام:٨٧]، ولأجل ذلك قال بعدها:{ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}[الأنعام:٨٨].
فكل من يلتمس شيئاً لن يلتمس شيئاً أعظم من الهداية، والهداية إنما تطلب من الله، وسيأتي بيان هذا بعد قليل، فلا شيء يطلب في الدنيا أعظم من الهداية، والهداية إنما تطلب من الله.
ولذلك قال الله:{ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ}[الأنعام:٨٨] فنسبه وأضافه إلى نفسه، {يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ}[الأنعام:٨٨].