الحمد الله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشدا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وعلى سائر من أقتفى أثره واتبع منهجه بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد: فإن السورة التي سنشرع في تفسيرها -بإذن الله تعالى- هي سورة الحجر، وهي سورة مكية عدد آياتها تسع وتسعون آية، والسور المكية تعنى بجانب العقيدة، كما أنها تكون في غالبها ذات آيات قصيرة؛ وقد سميت سورة الحجر بهذا الاسم لقول الله جل وعلا فيها:{وَلَقَدْ كَذَّبَ أَصْحَابُ الْحِجْرِ الْمُرْسَلِينَ}[الحجر:٨٠]، وهم قوم صالح عليه السلام.