الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له خلق فسوى وقدر فهدى وأخرج المرعى فجعله غثاء أحوى، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه.
أما بعد: فهذا درس من جملة دروسنا في تأملات حول كتاب ربنا تبارك وتعالى، والسورة التي سنشرع في التأمل فيها -بإذن الله تعالى- هي سورة النحل، وهي سورة مكية إلا بعض آيها، وما كان منها مدنياً سنعرج عليه في درس آخر، وأما في هذا الدرس فإننا سنذكر ما كان في أولها من آيات، وأكثر آياتها الأول آيات مكيات، فنقول والله المستعان: سميت هذه السورة بسورة النحل لأن الله جل وعلا ذكر فيها اسم النحل، فقال الله جل وعلا:{وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ}[النحل:٦٨].
وهذا أمر تكرر كثيراً، وهو أن السورة لا تسمى إلا بشيء ذكر فيها، وكذلك سميت سورة البقرة وآل عمران وغيرهما من سور القرآن على هذا المنوال، فلا جديد في هذا.