إن مزية دروس التفسير أنها تدلك على كل العلوم، فالله تعالى يقول هنا:{مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا}[هود:١٥] أي: يطلب الدنيا وزينتها {نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا}[هود:١٥] أي: في الدنيا {وَهُمْ فِيهَا}[هود:١٥] أي: في الدنيا: {لا يُبْخَسُونَ}[هود:١٥].
والواقع أن كل من طلب الدنيا لا يُعطاها.
وعليه فإن هذا الإطلاق قيده الله جل وعلا في الإسراء فقال سبحانه:{مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ}[الإسراء:١٨].
فهذا الإطلاق الوعد المطلق هنا قيد بآية ماذا؟ بآية الإسراء واضح.
ونحو ذلك قول الله في البقرة:{وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ}[البقرة:١٨٦]، هذا إطلاق، ولكن هل كل من دعا الله يجيب الله دعوته؟ فهذه الآية مقيدة بقوله تعالى:{فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شَاءَ}[الأنعام:٤١].