قوله تعالى:{وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ}[الأنعام:٥٩] هذا أسلوب حصر، ومن أساليب الحصر في اللغة: تقديم ما حقه التأخير، وأصل الآية: مفاتح الغيب عنده.
فقدم الله الخبر على المبتدأ ليصبح المقام مقام حصر، أي: ليست عند أحد غيره مفاتح الغيب، ولو قال: ومفاتح الغيب عنده فإن المعنى يحتمل أن مفاتح الغيب عنده وعند غيره، ولكنه قال {وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ}[الأنعام:٥٩] فجعل الأمر محصوراً؛ لأنه قدم الخبر على المبتدأ، وتقديم ما حقه التأخير أسلوب من أساليب الحصر في بلاغة العرب.
وقوله تعالى:{وَعِنْدَهُ}[الأنعام:٥٩] أي: عند الله {مَفَاتِحُ الْغَيْبِ}[الأنعام:٥٩].
و (مفاتح): جمع مفتاح، وهي عند النحويين اسم ممنوع من الصرف لأنه على وزن مفاعل.
يقول الله:{وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ}[الأنعام:٥٩].