ومع ذلك كله لم يقتنع قومه، قال الله جل وعلا:{وَحَاجَّهُ قَوْمُهُ}[الأنعام:٨٠]، أخذوا يحاجونه فيما يقول، فرد عليهم:{قَالَ أَتُحَاجُّونِي فِي اللَّهِ وَقَدْ هَدَانِ}[الأنعام:٨٠]، أي: كيف يعقل أن أقبل أقوالكم الباطلة وآراءكم الفاسدة والله جل وعلا قد من علي بالهداية؟! والعاقل لا يترك الحق من أجل الباطل، ولا يترك الشيء البين الواضح من أجل الشيء المختلط الفاسد، فهذا لا يفعله صغار العقلاء، فما بالك بشيخ الأنبياء عليه السلام؟! قال الله:{وَحَاجَّهُ قَوْمُهُ قَالَ أَتُحَاجُّونِي فِي اللَّهِ وَقَدْ هَدَانِ وَلا أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ رَبِّي شَيْئًا وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا أَفَلا تَتَذَكَّرُونَ}[الأنعام:٨٠].