للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

سلكه لسؤاله عن ذلك بصيغة الإنكار فبكته لاعتراضه وجمعه مع من لا يفهم والله أعلم، قال القاضي: إنما أراد أبو هريرة بكلامه هذا أنه لا ينبغي لمن يقتدى به إذا ترخص في أمر في ضرورة أو تشدد فيه الوسوسة أو لاعتقاده في ذلك مذهبا شذ به عن الناس أن يفعله بحضرة العامة والجهلة لئلا يترخص برخصة لغير ضرورة أو يعتقد إنما يشدد فيه وهو الفرض اللازم (١) قاله في شرح الأحكام.

قوله -صلى الله عليه وسلم- "تبلغ الحلية من المؤمن حيث يبلغ الوضوء" أي ماء الوضوء قال الحافظ الحلية ما تحلى به أهل الجنة من الأساور ونحوها انتهى وقال بعض العلماء سميت حلية لأنها تحلي تلك الجوارح في أعين الناظرين (٢) والحلية النور الحاصل في الأعضاء من أثر الوضوء وهو جمال لصاحبه كما يكون الحلي جمال للمرأة يقال حليته أحليه تحلية إذا ألبسته الحلية (٣).

٢٨٤ - وَعنهُ -رضي الله عنه-: أَن رَسُول الله -صلى الله عليه وسلم- أتَى الْمقْبرَة فَقَالَ السَّلَام عَلَيْكُم دَار قوم مُؤمنين وَإِنَّا إِن شَاءَ الله بكم عَن قريب لاحقون وددت أَنا قد رَأينَا إِخْوَاننَا، قَالُوا أولسنا إخوانك يَا رَسُول الله قَالَ أنتُم أَصْحَابِي وإخواننا الَّذين لم يَأْتُوا بعد، قَالُوا كيفَ تعرف من لم يَأْتِ بعد من أمتك يَا رَسُول الله قَالَ


(١) إكمال المعلم (٣/ ٥٣ - ٥٤)، وشرح النووى على مسلم (٣/ ١٤٠ - ١٤١).
(٢) نوادر الأصول (٣/ ٤٨).
(٣) كشف المشكل (٣/ ٤٤٧)، والنهاية (١/ ٤٣٥)، والمفاتيح (١/ ٣٥٤)، والمفهم (٣/ ١٢٧)، وشرح المصابيح (١/ ٢٣٤).