للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٤٤٦ - وَعَن أبي هُرَيْرَة - رضي الله عنه - أَنه سمع رَسُول الله - صلى الله عليه وسلم - يَقُول من سمع رجلًا ينشد ضَالَّة فِي الْمَسْجِد فَلْيقل لَا ردهَا الله عَلَيْك فَإِن الْمَسَاجِد لم تبن لهَذَا رَوَاهُ مُسلم وَأَبُو دَاوُد وَابْن مَاجَه وَغَيرهم (١).

قوله: عن أبي هريرة، تقدم.

قوله - صلى الله عليه وسلم -: "من سمع رجلًا ينشد ضالة في المسجد فليقل لا ردها الله عليك" الحديث، أي: يرفع صوته في المسجد، قال أهل اللغة: يقال: نشدت الضالة إذا طلبتها وأنشدتها إذا عرفتها، ورواية هذا الحديث ينشد ضالة بفتح الياء وضم الشين (٢)، وسمي ناشدا لها لرفع صوته بالطلب (٣)، والضالة لما ذهب عنه ولم يجده (٤)، وإنما نهي عن إنشاد الضالة في المسجد لما فيه من التشويش على المصلين والإقبال على الدنيا في موضع الآخرة وله مندوحة عن ذلك بأن يقف على بابه والشوارع والأسواق والمحافل، وأما المساجد فلا لما يتعلق لذكر الله وما يتعلق بأمور الآخرة وليست من أسواق الدنيا ولا بأس بالشيء الخفيف من ذلك كتفريق الصدقة وقسمة مال الغنيمة كما وضع -عليه السلام- في مسجده المال الذي جاء من الغزو وقسمه فيه، ولا ينشد فيه الضالة إجماعًا (٥)، قاله في شرح الإلمام.


(١) أخرجه مسلم (٧٩ - ٥٦٨)، وابن ماجه (٧٦٧)، وأبو داود (٤٧٣)، والترمذى (١٣٢١).
(٢) شرح النووي على مسلم (٥/ ٥٤).
(٣) تهذيب الأسماء واللغات (٤/ ١٦٧).
(٤) مطالع الأنوار (٤/ ٣٣٨).
(٥) انظر: عارضة الأحوذى (٣/ ١٧ - ١٩).