للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

لذهابه أو اختلاس الشيطان تصوير القبح لشكك الفعلة أو أن المصلي يستغرق في مناجاة ربه تبارك وتعالى وأنه تعالى يقبل عليه والشيطان كالراصد ينتظر فوات تلك الحالة عنه، فإذا التفت المصلي اغتنم الفرصة فيختلس منه قاله الكرماني.

واعلم أن الإعراض عن المناجاة بالقلب أو القالب سوء أدب ولكن الله تعالى بكرمه لا يؤاخذ الغافل أو الساهي وإنما يفوته الخير العظيم بالتفاته عن ذلك، وقد فسر قوله تعالى: {الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ (٢٣)} (١) أي: لم يلتفتوا.

٧٨٧ - وَعَن أبي الْأَحْوَص عَن أبي ذَر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُول الله -صلى الله عليه وسلم- لَا يزَال الله مُقبلا على العَبْد فِي صلَاته مَا لم يلْتَفت فَإِذا صرف وَجهه انْصَرف عَنهُ رَوَاهُ أَحْمد وَأَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ وَابْن خُزَيْمَة فِي صَحِيحه وَالْحَاكِم وَصَححهُ (٢).

قَالَ المملي الْحَافِظ عبد الْعَظِيم رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَأَبُو الْأَحْوَص هَذَا لَا يعرف اسْمه لم يرو عَنهُ غير الزُّهْرِيّ وَقد صحّح لَهُ التِّرْمِذِيّ وَابْن حبَان وَغَيرهمَا.


(١) سورة المعارج، الآية: ٢٣.
(٢) أخرجه أحمد ٥/ ١٧٢ (٢١٥٠٨)، والدارمي (١٤٦٣)، وأبو داود (٩٠٩)، والنسائي في المجتبى ٣/ ١٨ (١٢٠٨) والكبرى (١٢١٠)، وابن خزيمة (٤٨٢)، والحاكم ١/ ٢٣٦.
وصححه الحاكم ووافقه الذهبي. وحسنه الألباني في صحيح أبي داود (٨٤٣/ م) وصحيح الترغيب (٥٥٤).