للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قوله -صلى الله عليه وسلم- يحشر المتكبرون يوم القيامة أمثال الذر في صور الرجال، الحديث. وروى الإمام أحمد في الزهد (١) عن أبي هريرة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال يجاء بالجبارين والمتكبرين يوم القيامة رجال في صور الذر تطؤهم الناس من هوانهم على الله حتى يقضى بين الناس، قال ثم يُذهب بهم إلى نار الأنيار. قيل يا رسول الله وما نار الأنيار؟ قال عصارة أهل النار. وفي رواية أخرى من وجه آخر: تطؤوهم الجن والإنس والدواب بأرجلها حتى يقضي الله بين عباده. واستأذن رجل عمر -رضي الله عنه- في القصص على الناس فقال له إني أخاف أن تقص عليهم [فترفع] عليهم في نفسك حتى يضعك الله تحت أرجلهم يوم القيامة، اهـ. قاله ابن رجب (٢).

قوله: أمثال الذر، والذر النمل الأحمر الصغير، جمع ذرة وهي النملة الصغيرة. قال الله تعالى: إن الله لا يظلم مثقال ذرة أي وزن ذرة. وسئل ثعلب عن [الذر] فقال: إن مائة نملة وزن حبة والذرة واحدة منها. [و] قيل الذرة لا وزن لها ويراد بها ما يرى في شعاع الشمس ويحتمل أن يكون المعنى أن صورتهم صورة الإنسان وجثتهم جثة الذر في الصغر، ويحتمل أن يكون شبّه -صلى الله عليه وسلم- المتكبرين في ذلهم وحقارتهم يوم القيامة بالذر في صغر مقدارهم وحقارتهم وإن كانت أجسادهم كبيرة فتشبيههم بالذر [إنما] هو في الذل والحقارة فهم بالنسبة إلى بقية أهل المحشر في الحقارة كالذر.


(١) عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد لأحمد بن حنبل (١٢١)، وأبو القاسم بن صصري في أماليه كما في اللآلئ المصنوعة (٢/ ٣٧٢).
(٢) لم أجده. لكن ورد نحوه انظر: إحياء علوم الدين (٣/ ٣٢٦).