للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وغمط الناس" رواه مسلم (١) والترمذي (٢).

[بطر الحق] بفتح الباء الموحدة والطاء المهملة جميعا: هو دفعه ورده.

[وغمط الناس] بفتح الغين المعجمة وسكون الميم وبالطاء المهملة: هو احتقارهم وازدراؤهم وكذلك غمصهم بالصاد المهملة، وقد رواه الحاكم (٣) فقال: ولكن الكبر من بطر الحق، وازدرى الناس، وقال: احتجا برواته.

قوله وعن عبد الله بن مسعود تقدم الكلام عليه. وقوله -صلى الله عليه وسلم- لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر يعني كبر الكفر والشرك كما في القرآن {إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} (٤)، وقوله تعالى {سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ} (٥) الآية، ونحو ذلك ألا ترى أنه قابله في نقيضه بالإيمان فقال لا يدخل النار من في قلبه مثقال ذرة من الإيمان، أي دخول تأبيد قاله صاحب المغيث (٦). وقال غيره من العلماء محمل الحديث وأمثاله أنه لا يدخلها مع الفائزين أو لا يدخلها حتى يعاقب بما اجترحه من الآثام أو لا يدخلها لأنه مستحل لذلك. قوله فقال رجل إن


(١) صحيح مسلم (١٤٧) (٩١).
(٢) سنن الترمذي (١٩٩٨ - ١٩٩٩)، وقال: هذا حديث حسن صحيح.
(٣) المستدرك للحاكم (١/ ٧٨)، وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وقد احتجا جميعًا برواته وله شاهد آخر على شرط مسلم.
(٤) سورة الزمر، الآية: ٦٠.
(٥) سورة الأعراف، الآية: ٤٦.
(٦) المجموع المغيث في غريبي القرآن والحديث (٣/ ٨).