للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وكان عمره حين قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى المدينة إحدى عشرة سنة، وحفظ قبل قدوم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة مهاجرا ست عشرة سورة، وقتل أبوه ولزيد بن ثابت ست سنين، واستصغره النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم بدر فرده، وشهد أحدا، وقيل: لم يشهدها، وشهد الخندق وما بعدها من المشاهد مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأعطاه النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم تبوك راية بنى النجار، وقال: "القرآن مقدم وزيد أكثر أخذا للقرآن"، وكان يكتب الوحى لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ويكتب له أيضًا المراسلات إلى الناس، وكان يكتب لأبي بكر، وعمر بن الخطاب في خلافتهما، وكان أحد الثلاثة الذين جمعوا المصحف، أمره بذلك أبو بكر، وعمر، رضى الله عنهما، وكان عمر يستخلفه إذا حج، وكان معه حين قدم الشام، وهو الذي تولى قسم غنائم اليرموك، وكان عثمان - رضي الله عنه - أيضًا يستخلفه إذا حج، ورمى يوم اليمامة بسهم فلم يضره، قال ابن أبي داود وآخرون: كان زيد أعلم الصحابة بالفرائض؛ للحديث: "أفرضكم زيد". قالوا: وكان من الراسخين في العلم، وكان على بيت المال لعثمان - رضي الله عنه -، وأحواله كثيرة مشهورة. روى له عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - اثنان وتسعون حديثًا، اتفقا منها على خمسة، وانفرد البخاري بأربعة، ومسلم بحديث، روى عنه جماعات من الصحابة، منهم ابن عمر، وابن عباس، وأنس، وأبو هريرة، وسهل بن أبي حثمة، وعبد الله بن زيد، وسهل بن حنيف، وأبو سعيد الخدري، وسهل بن سعد، رضى الله عنهم. وروى عنه خلائق من كبار التابعين، منهم ابن المسيب، وسليمان وعطاء ابنا يسار، والقاسم بن محمد،