للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

عليها ويحال بينه وبينها إما بمرض أو بموت أو تدركه بعض هذه الآيات التي لا يقبل معها عمل ومتى حيل بين الإنسان والعمل لم يبق له إلا الحسرة والأسف عليه وتمني الرجوع إلى حالة يتمكن فيها من العمل فلا تنفعه الأمنية، والله أعلم. قاله ابن رجب الحنبلي (١).

٤٧٤٥ - وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: لو أخطأتم حتى تبلغ السماء، ثم تبتم لتاب الله عليكم. رواه ابن ماجه (٢) بإسناد جيد.

قوله وعن أبي هريرة تقدم. قوله لو أخطأتم حتى تبلغ خطاياكم السماء ثم تبتم لتاب الله عليكم، الحديث. قال العلماء التوبة واجبة من كل ذنب والتوبة قسمان توبة من الله تعالى على العبد وتوبة من العبد إلى الله تعالى فتوبة الله تعالى على العبد أن يحبب له الطاعة ويكره إليه المعصية ويوفقه للعمل بما حبب الله إليه، قال الله تعالى: {وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ} (٣) الآية. فهذه [هي] التوبة من الله تعالى على العبد وعن هذه التوبة تنشأ توبة العبد، قال الله تعالى {ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا} (٤)، أي تاب عليهم لأجل أن يتوبوا وما لم يتب الله على العبد لم تقع من العبد التوبة وهذا معنى قولهم العناية قبل الولاية والسعادة قبل


(١) جامع العلوم والحكم (ص ٣٨٦).
(٢) أخرجه ابن ماجه (٤٢٤٨)، وحسنه العراقي في تخريج الإحياء (٤/ ٤)، والألباني في صحيح الجامع (٥٢٣٥)، والصحيحة (٩٠٣)، وصحيح الترغيب والترهيب (٣١٣٨).
(٣) سورة الحجرات، الآية: ٧.
(٤) سورة النور، الآية: ١١٨.