للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

مكحول بعد الجراح وقال معاوية بن صالح عن أبي مسهر مات سنة اثنتي عشرة ومائة قلت وذكره ابن حبان في الثقات وقال كان من أيسر أهل دمشق فخرج من ماله كله.

قوله: "أنه سمع معاوية بن أبي سفيان على المنبر يحدث" معاوية كذا. قوله: "أن رجلا أسرف على نفسه" أي أخطأ وأكثر من الذنوب وجاوز القصد في ذلك، والسرف الخطأ، والسرف مجاوزة الحد. قوله: "فلقي رجلا فقال إن الآخر قتل تسعة وتسعين نفسا كلهم ظلما" الحديث، الآخر هو بهمزة مقصورة وخاء مكسورة، هكذا رويناه عن كافة شيوخنا وبعض المشايخ يمد الهمزة وهو خطأ وكذا فتح الخاء هنا خطأ ومعناه الأرذل والأبعد والأدنى على الذم، وقيل اللئيم، وقيل الشقي، وكله متقارب، ومرداه نفسه فحقّرها وعابها لا سيما وقد فعل هذه الفاحشة، وقيل إنها كناية يكني بها عن نفسه وغيره إذا أخبر عنه بما يستقبح والله أعلم.

قوله: "قيسوا ما بين المكانين فأيهم كان أقرب فهو منهم" الحديث، وأما قياس الملائكة ما بين القريتين وحكم الملك الذي جعلوه بينهم بذلك فهذا محمول على أن الله تعالى أمرهم عند اشتباه أمره عليهم أو اختلافهم فيه أن يُحكِّموا رجلا ممن يمرّ بهم فمر الملك في صورة رجل فحكم بذلك، قاله القرطبي (١). وفيه على أن الأرض فيها الطيب والخبيث والصالح وضده وبذلك جاءت السنة.


(١) شرح النووي على مسلم (١٧/ ٨٤).