للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

فتعلم أنها في هدم عمرك ومن عقد قلبه على ذلك استراح من الهموم وانزاحت عنه الغموم.

قوله: "يا معاذ أوصيك بتقوى الله تعالى" الحديث، فهذه الوصية وصية عظيمة جامعة لحقوق الله تعالى وحقوق عباده، فإنّ حقّ الله على عباده أن يتقوه حق تقاته، والتقوى وصية الله للأولين والآخرين، وأصل التقوى أن يجعل العبد بينه وبين ما يخافه ويحذره وقاية تقيه منه، فتقوى العبد لربه أن يجعل بينه وبين ما يخشاه من ربه من غضبه وسخطه وعقابه وقاية تقيه من ذلك وهو فعل طاعته واجتناب معاصيه وتارة تضاف التقوى إلى اسم الله عز وجل لقوله {وَاتَّقُوهُ وَهُوَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ} (١).

وفيها آيات كثيرة فإذا أضيفت التقوى إليه سبحانه وتعالى فالمعنى اتقوا سخطه وغضبه وهو أعظم ما يتقى وعن ذلك ينشأ عقابه الدنيوي والأخروي. وقال تعالى: {هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ}، فهو سبحانه أهل أن يُخشى ويهاب ويجل ويعظم في صدور عباده حتى يعبدوه ويطيعوه لما يستحقه من الإجلال والإكرام وصفات الكبرياء والعظمة وقوة البطش وشدة البأس وتارة تضاف التقوى إلى عقاب الله [و] إلى مكانه كالنار أو إلى زمانه كيوم القيامة، قاله ابن رجب الحنبلي (٢).


(١) سورة المجادلة، الآية: ٩.
(٢) جامع العلوم والحكم (١/ ٣٩٩).