للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قال سلمان: ما أبكي واحدة من اثنتين ما أبكي ضنا على الدنيا، ولا كراهية الآخرة، ولكن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عهد إلينا عهدا ما أراني إلا قد تعديت. قال: وما عهد إليك؟ قال عهد إلينا أنه يكفي أحدكم مثل زاد الراكب، ولا أراني إلا قد تعديت، وأما أنت يا سعد فاتق الله عند حكمك إذا حكمت، وعند قسمك إذا قسمت: وعند همك إذا هممت. رواه ابن ماجه (١) ورواته ثقات احتج بهم الشيخان إلا جعفر بن سليمان فاحتج به مسلم وحده.

[قال الحافظ]: وقد جاء في صحيح ابن حبان (٢) أن مال سلمان - رضي الله عنه - جمع، فبلغ خمسة عشر درهما، وفي الطبراني (٣): أن متاع سلمان بيع، فبلغ أربعة عشر درهما، وسيأتي إن شاء الله.

قوله: "وعن أنس بن مالك" دعا له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بكثرة المال والولد وقد استجاب الله دعاءه في حقه وأكثره ماله بحيث يحكى أنه كان له بستان


(١) ابن ماجه (٣٣٢٨)، وأخرجه ابن أبي الدنيا في المحتضرين (٢٧٥)، والطبراني (٦٠٦٩)، وأبو نعيم في الحلية (١/ ١٩٧)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (٢٣/ ٣١٨ - ٣١٩)، وقال أبو حاتم الرازي: يقول سنان في هذا الحديث: عن جعفر، عن ثابت، أحسبه عن أنس، وقال مرة: عن ثابت، عن أبي عثمان، وخلط فيه، وهذا أشبه مرسلًا. علل الحديث (١٩١٢). وقال البوصيري في مصباح الزجاجة (٢/ ٣٢٠): هذا إسناد فيه مقال؛ جعفر بن سليمان الضبعي أخرج له مسلم في صحيحه عن ثابت، عن أنس عدَّة أحاديث، ووثقه ابن معين. والحديث صححه الألباني في صحيح الترغيب (٣٢٢٥)، وفي الصحيحة (٤/ ٢٩٥).
(٢) رواه ابن حبان (٧٠٦)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (٢٦/ ٣).
(٣) الطبراني (٦/ ٢٦٨/ ٦١٨٢).