للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

كان يتعوذ منها النبي - صلى الله عليه وسلم - فكانت أفضل منهما، ثم إن صاحب الكفاف حالته حالة الفقر إذ لا يترفه في طيبات الدنيا ولا في زهرتها، فكانت حالته إلى الفقر أقرب، فقد حصل له ما حصل للفقراء من الثواب على الصبر وكفي مرارته ومأثمه، وعلى هذا فأهل الكفاف هم أهل العفاف إن شاء الله صدر [كنية] الفقراء الداخلين الجنة قبل الأغنياء بخمس مائة عام لأنهم وسطهم والوسط العدل كما قال تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا} (١) أي عدلا خيارا وليسوا من الأغنياء كما ذكرنا، ذكره الإمام القرطبي في التذكرة (٢). [وهذا يدل على زهد النبي - صلى الله عليه وسلم - في الدنيا وعلى تقلله منها] (٣). وحجة [من] قال أن الكفاف أفضل من الفقر والغنا. و [قد] ذكر في الإحياء (٤) هذا الحديث الذي نحن فيه ثم عقبه بقوله: وقال - عليه السلام - (٥) يا معشر الفقراء أعطوا الله الرضا من قلوبكم تظفروا بثواب فقركم وإلا فلا، ثم ذكر أن النبي


= (٣٩٤٠): موضوع والموقوف أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى (٧/ ١٤٢) قال حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت قال قال مطرف خير الأمور أوساطه.
(١) سورة البقرة، الآية: ١٤٣.
(٢) التذكرة بأحوال الموتى وأمور الآخرة (ص: ٩٧٩).
(٣) سقطت هذه العبارة من النسخة الهندية.
(٤) إحياء علوم الدين (٤/ ١٩٩).
(٥) قال العراقي في المغني عن حمل الأسفار (ص: ١٥٥٢) رواه أبو منصور الديلمي في مسند الفردوس من حديث أبي هريرة، وهو ضعيف جدا، فيه أحمد ابن الحسن بن أبان المصري متهم بالكذب ووضع الحديث. قال ابن السبكي: (٦/ ٣٦٨) لم أجد له إسنادًا.