للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

- صلى الله عليه وسلم - قال (١): يقول الله تعالى يوم القيامة: أين صفوتي من خلقي؟ فيقول الملائكة: من هم يا ربنا؟ فيقول: فقراء المسلمين القانعون بعطائي، [أي] (٢) الراضون بقدري، ادخلوا الجنة، فيدخلونها فيأكلون ويشربون والناس في الحساب يترددون. ثم قال: وهذا في القانع الراضي، ثم قال قال: ولا يخفى أن القناعة مضادّة للطمع، وقد قال [عمر رضي الله تعالى عنه: (٣) إنّ] الطمع فقر واليأس غنى وإنه [من] يئس عما في أيدي الناس وقنع بما في يده، استغنى عنهم. وقال ابن مسعود (٤): ما من يوم إلا وملك ينادي من تحت العرش يا ابن آدم قليل يكفيك خير من كثير يطغيك. وقيل لبعض الحكماء: ما الغنا؟ قال: قلة تمنيك ورضاك بما يكفيك. وقيل: كان إبراهيم ابن أدهم من أهل النعم بخراسان فبينما هو مشرف من قصر له ذات يوم إذ نظر إلى رجل في فناء القصر وبيده رغيف يأكله، فلما أكله نام، فقال إبراهيم لبعض غلمانه: إذا قام من نومه جئتني به، فلما قام جاء به، فقال له إبراهيم: أيّها الرجل أكلت الرغيف وأنت جائع. قال نعم. قال فشبعت. قال نعم. قال ثم نمت طيبا. قال: نعم. فقال إبراهيم في نفسه: فما أصنع أنا بالدنيا والنفس تقنع بهذا


(١) التذكرة بأحوال الموتى وأمور الآخرة (ص: ٩٧٥) قال العراقي في المغني عن حمل الأسفار (ص: ١٥٥٢) رواه أبو منصور الديلمي في مسند الفردوس. قال ابن السبكي: (٦/ ٣٦٨) لم أجد له إسنادًا.
(٢) سقطت هذه العبارة من النسخة الهندية.
(٣) الزهد لابن المبارك (٦٣١)، الزهد لوكيع (١/ ٢٠٣).
(٤) إحياء علوم الدين (٣/ ٢٣٩).