للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

[وصفها] كما جاء في الحديث، والمراد الدار الدنيا التي تقابلها الدار الأخرى أو الحياة الأخرى، ومعنى هوان الدنيا على الله سبحانه وتعالى أنه لم يجعلها مقصودة لنفسها بل جعلها طريقة موصلة إلى ما هو المقصود لنفسه وأنه لم يجعلها دار إقامة ولا جزاء وإنما جعلها دار رحلة وبلاء وأنه ملّكها في الغالب الكفرة والجهال وحماها الأنبياء والأولياء والأبدال. وقد أوضح النبي - صلى الله عليه وسلم - هذا المعنى بقوله لو كانت الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة ما سقى [كافرا منها شربة] ماء وحسبك بها هوانا أن الله تعالى [قد] صغرها وحقرها وذمّها وأبغضها وأبغض أهلها ومحبيها ولم يرض لعاقل فيها إلا بالتزود منها والتأهب للارتحال عنها، اهـ. ويكفيك من ذلك ما رواه أبو عيسى الترمذي (١) عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ذكر الله وما والاه وعالم ومتعلم. وقال حديث حسن غريب.

٤٨٩٣ - وعن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: مر النبي - صلى الله عليه وسلم - بشاة ميتة قد ألقاها أهلها فقال: والذي نفسي بيده للدنيا أهون على الله من هذه على أهلها. رواه أحمد (٢) بإسناد لا بأس به.


(١) سنن الترمذي (٢٣٢٢)، وقال: هذا حديث حسن غريب، وقال الألباني: حسن.
(٢) أحمد في المسند (٣٠٤٧)، وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (١٦٢٣٦)، وابن أبي الدنيا في ذم الدنيا (٣)، وابن أبي عاصم في الزهد (٦٠)، (١٣٢)، والبزار (٣٦٩١ - كشف الأستار)، وأبو يعلى (٢٥٩٣)، وأبو نعيم في الحلية (٢/ ١٨٩) قال الإمام أحمد: هو عندي خطأ المنتخب لابن قدامة من العلل للخلال (٤).
وقال أبو حاتم وأبو زرعة في العلل على هذا الحديث (١٨٩٧) مثل ما قال الإمام أحمد - =