للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الدجاج والأصح أنه لا اعتبار بالكثرة بل بالرائحة فإذا علقت مدة إلى أن زال نتنها فلا كراهة وإن لم تعلق لم يزل المنع بغسل اللحم ولا بالطبخ وإن زالت الرائحة، ويكره الركوب عليها من غير حائل بين الراكب وبينها ويطهر جلدها بالدباغ والأصح أنه كاللحم لا يطهر بالذكاة عند القائل بالتنجيس والله تعالى أعلم. قوله: "لو كان لأهلها فيها حاجة فانبذوها" الحديث، النبذ الطرح. قوله: "فقال والله للدنيا أهون على من هذه السخلة على أهلها"، الحديث. قال الإمام القرطبي (١): قال علماؤنا معنى هوان الدنيا على الله تعالى هو أنه لم يجعلها مقصودة لنفسها بل جعلها طريقا موصلة إلى ما هو المقصود لنفسه كما تقدم، ومع هوانها لا بد للإنسان منها لأنه السبيل المقصود والطريق المقصود. قال - صلى الله عليه وسلم -: لا تسبوا الدنيا فنعم مطية المؤمن عليها يبلغ الخير وبها ينجو من الشرّ، وذم رجل الدنيا عند علي - رضي الله عنه - فقال علي: الدنيا دار صدق لمن صدقها، ودار نجاة لمن فهم عنها، ودار غنى لمن تزود منها. وقال محمود الوراق (٢):

لا تتبع الدنيا وأيامها ذما ... وإن دارت بك الدائرة

من شرف الدنيا ومن فضلها ... أن بها تستدرك الآخرة

قوله: "لا ألفينها" ضبطه الحافظ وفسره فقال: أي فلا أجدنها.

٤٨٩٦ - وعن سهل بن سعد - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لو كانت الدنيا


(١) المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم (٢٢/ ١٤٠).
(٢) أدب الدنيا والدين (١/ ١٥٨).