ومن أمثلة المدح العظام التي لم يُمهد لها صاحبها بتقديم، بائية أبي تمام:
السيف أصدق أنباء من الكتب ... في حده الحد بين الجد واللعب
وله غيرها جياد استهلهن بهذه الطريقة. على أنه من الخير لنا في هذا المقام أن نستشهد بشعر الأوائل إذ هو الأصل. ثم إذا صرنا إلى شعر المحدثين ذكرنا ما أدخلوه على ذلك الأصل.
ومن أمثلة الرثاء كلمة أوس بن حجر:
أيتها النفس أجملي جزعا
وكلمة الخنساء:
أعيني جُودا ولا تجمدا
وتوشك المراثي أن تقارب الوصايا والحكم في طرح المقدمات. والجياد من المراثي لسن كثيرات كثرة الجياد من غيرهن. هذا والقصائد اللاتي يكافحن أغراضهن من المطلع، يستغنين بذلك عن أن يكون لهن خروج وليست نهاياتهن سوى انتهاء ما الشاعر بصدده من وصية أو مدح أو رثاء.
(١) هذا والمذهب الثاني في المبدأ هو الذي عليه أكثر القصائد وهو الاستهلال بالنسيب والخروج إلى السفر وذكر الأغراض، ونعني بالأغراض ههنا الأمور التي يريد أن يعرب بها الشاعر عن ذات نفسه. وينبغي التنبيه على أن هذا التقسيم