للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العرب. من آية ذلك معجزة سيدنا صالح في الناقة وفصيلها إذ أخرجهما الله له من الحجر، وكتب على تمود أن يجعلوا لأنفسهم شرب يوم وللناقة شرب يوم آخر معلوم. وقد بغت ثمود وعتت عن أمر ربها فعقر أشقاها الناقة. ولعلهم راموا بصنيعهم هذا أن يجعلوا منها ومن فصيلها (وقد أفلت) ضحية وثنية مقدسة. فمن أجل ذلك حل بهم العقاب.

هذا، وقد قال نصيب في كلمته الرائية التي منها الأبيات السابقات:

ظللت بذي دوران أنشد بكرتي ... ومالي عليها من قلوص ولا بكر

وما أنشد الرعيان ألا تعلة ... بواضحة الأنياب طيبة النشر

وأوضح من جميع هذا في الكناية عن المرأة بالقلوص قول بعض أهل الجهاد كتب به إلى سيدنا عمر لما بلغه أن رجلاً يقال له جعده، من سليم، كان يخرج بالعقائل فيلهو معهن بأن يعقلهن، فإذا قمن تعثرن أو تكشفن. قال:

ألا أبلغ أبا حفص رسولاً ... فدى لك من أخي ثقة إزاري

قلائصنا هداك الله إنا ... شغلنا عنكم زمن الحصار

يُعقلهن جعدة من سليم ... فبئس معقل الذود الطواري

وما رمزوا به للمرأة من النبات أصناف من الشجر. منها النخلة مثلاً. وقد ذكر صاحب السيرة أن أهل نجران كانوا يعبدون نخلة قبل أن يطرأ عليهم فيميون النصراني (١) ومنها السدرة، فقد ذكروا أن ذات أنواط (٢) التي مر بها بعض من كانوا حديثي عهد بشرك من أصحاب الرسول، فقالوا له اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط، كان سدرة، وقد اتصلت كرامة السدرة بالإسلام في سدرة المنتهى. وقد


(١) السيرة ١ - ٣٢.
(٢) نفسه.

<<  <  ج: ص:  >  >>