للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يكتبين الينجوج في كبة المشـ ... ـي وبله أحلامهن وسام

ويصن الوجوه في الميسناني (١) ... كما صان قرن شمس غمام

وتراهن في الهوادج كالغزلان ... ما إن ينالهن السهام

أي السموم

نخلات من نخل بيسان أينعن ... جميعًا ونبتهن توأم

وتدلت على مناهل بُرد ... وفليج من دونها وسنام

وفي قول أبي دؤاد ما ترى من تسميته النساء الألى يشبب بهن ههنا «بنات نخلة». وعسى أن تكون نخلة موضعًا كما يذكر بعض الشراح. ولكن هذا لا يدفع ما نذهب إليه إذ الدليل عليه واضح في قول أبي داؤد: -

نخلات من نخل بيسان أينعن جميعًا ونبتهن توأم

والنخلات يكن «بنات نخلة» و «بنات نخل ونخيل» ضربة لازب. ولا شك أنه عنى بقوله «نخلات» ههنا نساءه المنعوتات. ولا أكاد أرتاب أن مراده من قوله «بنات نخلة» التشبيه لهن بالنخلات اليوانع المتفرعات من نخلة شيخة أم لهن. وعسى أن يكون الموضع «نخلة» إن صح قول الشراح مكان عبادة لنخلة بعينها. وعسى أن كانت لها بغايا كما لبيوت الأوثان بغايا فشبه الشاعر نساءه بهن، كأن مراده أنهن من حسنهن يصلحن أن يكن من بغاياها. وعسى أن يكون قد توهمهن بنات لنخلة كانت امرأة الاهة ثم صارت نخلة ذات قداسة وثنية وهن مثلها نساء وآلهة ونخلات وبنات نخلة. ومهما يكن من شيء فالرمزية في قوله «بنات نخلة» و «نخلات» لا تخفى.

هذا وألفت نظر القارئ الكريم إلى تشبيه السفينة في هذه الأبيات من أبي


(١) الميسناني نسبة إلى ميسنان بالشام، قال سحيم: «وما دمية من دمى ميسنان معجبة نظرًا واتصاقًا».

<<  <  ج: ص:  >  >>