للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مترهلة ولا عشة زائدة الطول:

تنوط فيها دُخل الصيف بالضحا ... ذُرى هدبات فرعهن وريق

ودُخل الصيف طيوره الصغار. وتنوطها هو اتخاذها أوكارًا أو مهابط على أغصان تلك الشجرة- وهذا الوصف أشبه بالشجرة منه بالمرأة وجاء به الشاعر لكيلا تخرج معاني كنايته من الغموض اللطيف إلى الوضوح المكشوف (١).

علا النبت حتى طال أفنانها العلا ... وفي الماء أصل ثابت وعروق

أي أفنانها علت سائر النبات وطالته- وقوله «العلا» فيه نظر إلى نعت أمرئ القيس للشعر حيث قال «غدائره مستشزرات إلى العلا»:

فيا طيب رياها ويا برد ظلها ... إذا حان من حامي النهار ودُوق

وهل أنا إن عللت نفسي بسرحة ... من السرح مسدود علي طريق

هذا البيت كما ترى فيه رجعة واضحة إلى معنى المرأة:

حمى ظلها شكس الخليقة خائف ... عليها غرام الطائفين شفيق

وهذا نحو البعل والأخ ومن يجري مجراهما في الغير:

فلا الظل منها بالضحا تستطيعه ... ولا الفيء منها بالعشى نذوق

وما وجد مُشتاق أُصيب فُؤاده ... أخي شهوات بالعناق نسيق؟ (٢)

بأكثر من وجدي على ظل سرحة ... من السرح إذ أضحى علي رفيق

ولولا وصال من عُميرة لم أكن ... لأصرمها. إني إذن لطليق


(١) وعسى أن يكون ههنا تعريض ببعض من هو أقرب إلى وصلها منه هو.
(٢) كذا بالديوان وفي هامشه (ص ٤٠ هامش ٤١) ولعله لبيق وأقول لعله مشوق ولعل العناق بالتاء لا النون ورواية البيت فاسدة على أية حال وإنما ذكرناه من أجل السياق.

<<  <  ج: ص:  >  >>