للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ورمزًا إليها. ومما يقوي ما نذهب إليه من هذا المعنى قول لبيد في أخريات هذه القصيدة:

همو قومي وقد أنكرت منهم ... شمائل بدلوها من شمال

هذا وقد كشف جرير بعض ما يكمن من المعاني تحت ذكر البرق في قوله:

وهاج البرق ليلة أذرعات ... هوى ما نستطيع له طلابًا

وقوله:

سمت لي نظرة فرأيت برقًا ... تهاميًا فراجعني ادكاري

يقول الناظرون إلى سناه ... نرى بُلقًا شمسن على مهار

لقد كذبت عداتك أم بشر ... وقد طالت أناتي وانتظاري

وقد أكثر الشعراء بعد جرير من ذكر البرق أيما إكثار، واتخذه المتأخرون من شعراء المديح النبوي رمزًا خالصًا لمعاني الوجد القدسي. قال أحدهم:

إن لمع البرق من خيف منى ... جدد الوجد وهاج الحزنا

كُلما طرز أثواب الدجى ... لمُعه أحرم عيني ألوسنا

وإلى الكامن من معاني الصبابة والهوى والشوق والحنين تحت البروق أشار المعري في قوله (١):

وما هاج ذكري بارق نحو بارق ... وما هزني شوق لجارة هزان

وقوله (٢):

ويُطربني بعد النهى قول قائل ... سقي بارقًا من جانب الغور بارق


(١) اللزوميات ٢/ ٣٧١.
(٢) نفسه ٢/ ١٢٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>