وغيره (١). أهـ.» والذي يترجح عندي أن قوله «نجدية» نسبة إلى نجد المعروفة من بلاد العرب ونسب إليها الحمامة كما تنسب الأسد إلى بيشه والسيوف إلى المشارف وإلى الهند، لشهرتها بها، ولا يخلو ذلك من معنى ما قدمناه لك من قصة اليمامة وقد كانت من أهل نجد.
ونعود إلى ما كنا فيه من بيت عمرو وما ضمنه من الإشارة إلى تشبيه العين بالحمامة من طريق تشبيه الثغر بالعين وهو يُشبه بالحمامة وفي الإثمد الذي يذكره عمرو ما علمت من المعنى اليمامي.
وأقرب تأويلاً من بيته هذا بيت المثقب العبدي حيث قال في الظعائن:
وهُن على الرجائز واكنات ... قواتل كل أشجع مستكين
وإنما يقتلن بنظراتهن، وقد شبههن وهن في رجائزهن بالحمائم التي في الوكون كما ترى، وإن لم يصرح بذكر الحمام. على أنه قد صرح بالحمام والوكون في بيت متأخر من هذه النونية، وذلك حيث يقول:
وتسمع للذباب إذا تغنى ... كتغريد الحمام على الوكون
هذا وفي تشبيه الشفتين بجناحي الحمامة دلالة قوية جدًا على معنى الخصوبة المؤنثة في الحمامة، وهو المعنى المستكن في تأليه زرقاء اليمامة كما قد ذكرنا. قال النابغة في وصف المتجردة:
نظرت إليك بحاجة لم تقضها ... نظر السقيم إلى وجوه العود