للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولاحق بباب السرعة باب الخفة والرشاقة في المشي، وفيه نظر شديد إلى الأصل اليمامي وما يتضمنه من معاني التأنيث والخصوبة. قال اليشكري صاحب المتجردة:

ولقد دخلت على الفتا ... ة الخدر في اليوم المطير

الكاعب الحسناء تر ... فل في الدمقس وفي الحرير

فدفعتها فتدافعت ... مشي القطاة إلى الغيدير

وههنا ترى معنى الورد:

ولثمتها فتنفست ... كتنفس الظبي البهير

وقوله «دخلت على الفتاة الخدر» وتخصيصه يوم المطر فيه ما كنا أشرنا إليه من قبل من معنى الصقر في معرض استشهادنا بقطعة من نشيد الأناشيد (١). وقال التبريزي في شرح الحماسة (٢): «خص يوم المطر لأنه يوم لزوم المنزل، وليس يوم صيد ولا زيارة، واللهو فيه أطيب، لخلو البال فيه» - وأحسب أنه قد غلب على التبريزي ههنا مذهب معاصريه من الفقهاء والعلماء، فظن المتنخل فقيهًا صالحًا يمكث يوم المطر في داره ليلهو مع أهله. وغفل من قول المتنخل «ولقد دخلت» فهذا نص شاهد على الزيارة. وكان المتنخل يرمي بالمتجردة وغيرها والله تعالى أعلم.

وقال جميل في باب المشي ينعت مشية بثينة وصواحباتها:

إلى رُجح الأعجاز حُور نمى بها ... مع العتق والأحساب صالح دين

يُبادرن أبواب الحجال كما مشى ... حمام ضحًا في أيكة وغصون

وفي هذا الباب تتداخل الأصول اليمامية والنوحية- أعني الأصول التي ترمز


(١) راجع قبله ١١٩.
(٢) شرح الحماسة للتبريزي، بولاق.

<<  <  ج: ص:  >  >>