كهداهد كسر الرماة حناحه ... يدعو بقارعة الطريقة هديلاً
ولم يرد الراعي بالهديل غير الزقاء كما قدمنا لك أو أراد أبا الهداهد وأمه، فنسبة النوح المشجي المطرب على الطلح من ذي جناح مقصوص كما فعل شوقي ههنا كما قدمنا لك موضع نظر. والشيء قد يشبه الشيء وليس به، أو كما قال أبو الطيب:
وقد يتقارب الوصفان جدًا ... وموصوفاهما مُتباعدان
والله تعالى أعلم.
وجارى محمد بن الطلب اليعقوبي، أحد أدباء شنقيط، ميمية حميد بن ثور مبميمة مثلها، قال صاحب الوسيط في تراجم أدباء شنقيط (مصر ١٩٦١ ص ١١٨):
«وقال يومًا في مجلس أنشد فيه ميميته، أرجو من الله أني أنا وحميد بن ثور ننشد قصيدتنا في ناد من أهل الجنة فيحكمون بيننا. وها هي ميميته:
تأوبه طيف الخيال بمريما ... فبات معنى مُستجنا مُتيما
ثم استمر صاحب الوسيط في القصيدة كلها وأتبعها ميمية حميد. وميمية ابن الطلب فصيحة تنحو طريقة ابن دريد، وقد جارى فيها صاحبها ميمية حميد في نعت البازل وذكر المحبوبة وضرب بعض الحكم وشيء من الفخر وذكر الظليم وبيضه ولكنه غفل من ذكر الحمامة غفلة واحدة- ولم يصب في كل ذلك إلا طرفًا من غبار